الاثنين، 17 ديسمبر 2018

معركة تحديد مستقبل الكتاب في العالم الرقمي

معركة تحديد مستقبل الكتاب في العالم الرقمي

المحتويات الجديدة وأنواعها


إعادة تصور مفهوم الكتب في عالم رقمي
تأليف: كليفورد لينش
ترجمة: أميرة بدوي


ما نشهده الآن من التطور الهائل لأنواع المحتويات الجديدة المناسبة لبيئة القراءة عبر الإنترنت، يقوم على النجاح المبكر للكتب المترجمة بشكل جيد إلى البيئة الرقمية، مثل الموسوعات. وقد صممت هذه الأنواع الجديدة لاستغلال نقاط القوة التي تمتاز بها الوسائط الرقمية. على سبيل المثال، ما يقوم به أحد المواقع الالكترونية العلمية من تقسيم النص وربط أجزائه بروابط تحتوي على وسائط إلكترونية متعددة وبذلك يطور من حيثيات البحث في الموقع، ويزيد القدرة على التنقل بين المعلومات بسهولة. ومن الممكن أن يحتوي أيضا على عناصر برمجية تفاعلية مثل عمليات المحاكاة، واستخدام القدرة العالية على الإتصالات التي يتميز بها الإنترنت لبناء مجتمع تفاعلي حول العمل وموضوعه. وبإمكانه أيضا إضفاء طابع شخصي على سلوك كل مستخدم عن طريق معرفة الملف الشخصي لهذا المستخدم واهتماماته وسجلات البحث لديه. ويعد مشروع Perseus[المترجم: مكتبة فرفاوس الرقمية] مثالا رائعا على إمكانية ربط المعلومات الأصلية الخاصة باللغات القديمة والترجمات وشروحاتها والوسائط المتعددة الخاصة بها إلى ثروة علمية جبارة. وهناك العديد من الأمثلة الأخرى، مثل وادي الظلال [المترجم: مشروع تاريخ رقمي يحكي عن الحرب الأهلية الأمريكية]. في جامعة فيرجينيا. مع العلم بأن هذه الأعمال تختلف اختلافًا كبيرًا عن مجرد تقديم نسخا رقمية للصفحات المطبوعة.

وفي هذه الأيام، يهتم الناس بالأعمال الجديدة القائمة على الشبكات، فإن شركات مثل Voyager أعادت تقديم مفهوم التأليف في البيئة الرقمية لمدة لا تقل عن عشرة سنوات باستخدام تقنية الإسطوانات المدمجة ( CD-ROM ) وقد نشرت الشركة كلَا من كلاسيكيات الأدب والأعمال الأدبية المؤلفة حديثا وأعادت تقديمها بشكل يناسب البيئة الرقمية، مما شكّل حالة خاصة مثيرة للاهتمام والدراسة. واليوم، يتم تقييد الأعمال القائمة على الشبكات نموذجيا بسبب محدودية كلا من تقنية المتصفح (في واجهة المستخدم) والسعة النطاقية المتاحة للقراء (من حيث القدرة على التصفح السريع من خلال الصور ومواد الفيديو وما شابه)؛ والجدير بالذكر أن البرمجة المخصصة للأقراص المضغوطة هي بيئة مرنة أكثر عرضة للاحتمالات مما يجعلها خصبة للتجارب، ومن الممكن أن نجد هذه الشركة تقدم منتجات تقلل من الحد الفاصل بين الأعمال الأدبية مثل المسرحيات، نصوص الأفلام والشعر الملحمي على مستوى النصوص والأداء.

بعض هذه الأعمال ربما أكثر من المشاريع الحالية القائمة على الشبكات، تبحث في القضايا المتعلقة بكيفية قراءة وربط النصوص في العالم الرقمي. فهي لا تتناسب بشكل جيد مع القواعد الموجودة في الوسائل التعليمية أو وسائل الاتصالات العلمية، وتضع القراء المقيدين بالتقاليد النصية في مأزق. والجدير بالذكر أن منتجات شركة Voyager خلال العقد الماضي أنتجت دليلا ثريا بالأنواع الجديدة التي سيتم إعادة صياغتها بالتأكيد في البيئة المعلوماتية بالتزامن مع النضج الكبير في التقنيات الرقمية. ومن الأفضل أن يتم دراسة منتجات هذه الشركة كأنواع جديدة موجودة في الواقع بدلا من إعادة اختراعها من جديد في بيئة معلوماتية.
وفي الآونة الأخيرة ازداد التفكير في كيفية ابتكار وريث معرفي للدراسة العلمية التي من شأنها استغلال البيئة عبر الإنترنت. هناك فكرة رئيسة تزعم أن النسخة النهائية الشاملة من العمل ستكون نسخة رقمية، ورغم ذلك سيكون هناك "وجهة نظر" أخرى معقولة (رغم فقرها) تؤمن بأن العمل يمكن اختزاله في نسخة مطبوعة بوصفها دراسة تقليدية. وهو أمر بالغ الأهمية لأنه يوفر الشرعية العلمية لبيئة لا تقبل التغيير بشكل كبير ولا تثق بجودة الأعمال الإلكترونية العلمية، وهذا الأمر بالطبع سيشجع المؤلفين على انجاز هذا النوع من الأعمال. بالإضافة إلى أنه سيسمح لهم باستغلال مساحة أكبر من المرونة والتعبير التي توفرها الوسائل الرقمية دون إقصاء زملاءهم الذين لم يستخدموا هذه الوسيلة بعد. والجدير بالذكر أن مؤسسة أندرو ويليام ميلون تعمل مع المجلس الأمريكي للجمعيات العلمية (ACLS) لاستكشاف هذه الاحتمالات في مجال الدراسات التاريخية. ومن المبادرات الرائدة في هذا المجال مبادرة بقيمة ثلاثة ملايين دولار أطلقتها حوالي خمس جمعيات من أعضاء المجلس الأمريكي للجمعيات العلمية وعشرة مطابع جامعية تستهدف انتاج حوالي خمسة وثمانين عملا جديدا وقائمة تضم خمسمائة كتابا قديما -لا يزال مطبوعا- ليتم تضمينها إلكترونيا. وبهذا فإنها تعتزم بناء مكتبة رقمية بدلا من الكتب المفردة مع الحفاظ على مستوى معين من التجانس بين الكتب الرقمية التي قد تمهد الطريق لمبادرات نشر مستقبلية أخرى. وعلى نفس الشاكلة تدير الرابطة التاريخية الأمريكية برنامج جوتمبرج الالكتروني للعلماء الجدد الذين يرغبون في النشر الرقمي؛ وهذا أمر في غاية الاختلاف، لأن كل كتاب ينفرد بخصائص مختلفة تميزه عن الكتب الأخرى.
وعلى نحو مماثل، فإن هناك مجهود كبير يبذل في مجالي التعليم والأسواق الاستهلاكية سواء بالتدريب أو انتاج المواد التعليمية التي من شأنها التكيف مع البيئة الشبكية بكل معطياتها الجديدة. وقد بدأ المؤلفون والناشرون للتو استكشاف كل الاحتمالات الممكنة في هذا المجال، وفهم كيفية تطوير المنتجات المطبوعة والإلكترونية على حد سواء. على سبيل المثال، قد تجمع أدلة السفر الموجودة في كتيبات الجيب جميعها بطريقة أكثر دقة عن طريق مواقع الإنترنت التي تقدم صورا بانورامية ثلاثية الأبعاد وخدمة تجوال مع نصوص فائقة [المترجم: نصوص عند الضغط عليها تحيلك إلى معلومات أخرى متعلقة بالموضوع]، وتقوم بتقدير الطرق بواسطة الخرائط، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الوسائط المتعددة مثل الأصوات، مقاطع الفيديو، أو الصور. ويجب علينا ألا نتغاضى عن تقنية رمز المصدر المتوفرة في برامج الحاسوب [المترجم: رقم مشفر لمصدر الخدمة يستخدم مع الحاسوب]، وهي شكل نصي لم يكن مفيدا مع النماذج المطبوعة (على الرغم من أن هناك عددا من الكتب المنشورة على مر السنين أنجزت بشكل كبير أو بشكل كلي بواسطة برامج الحاسوب)
إن العديد من الأنواع الجديدة (والأنواع التي تأخذ شكل الأعمال المطبوعة سابقا والتي حققت الآن مظهرا أكثر ألفة من الأعمال الرقمية الخالصة) تثير تساؤلات فكرية وتسويقية حول إمكانية العمل في مجال شديد الارتباط ببعضه مثل هذا المجال، بالإضافة إلى مدى صحة ونزاهة هذا العمل، وحول سلاسة المحتوى، وصعوبة تحديد عدد معقول من الكتب سواء كانت سلاسل مجمعة أو فردية. على سبيل المثال، في حالة ما كنا نطلع على موسوعة أو قاموس لتحديث المعلومات الواردة به فإننا نفقد القدرة على تقييم حالة المعرفة والفهم، والتحيزات الثقافية التي يمكن للعلماء الاستشهاد بها من عصور لاحقة. وأصبحت الإصدارات القديمة من هذه الأعمال المطبوعة مرجعا هاما من مراجع البحوث. وهناك إشكالية أخرى مثيرة للإهتمام وهي أن الأعمال الرقمية التي تسمح بإحالة القاريء من خلالها إلى مسارات أخرى غالبا ما يكون من الصعب معرفة الوقت الكافي "لقراءة" العمل كاملا. وتكمن هذه الإشكالية في الأعمال التعليمية وفي التواصل بين العلماء على حد سواء، وذلك لأسباب مختلفة. سنحتاج من الوقت والخبرة ما يكفي لفرز هذه الإشكاليات حينما نفهم جيدا الخصائص المميزة لتلك الأنواع الجديدة.
ومن المحتمل أن هذا الثراء الإجباري، المرن، والمستفيض لمثل هذه الأعمال المتعددة الجوانب سيعوض القاريء أكثر عن الازعاج الذي يشعر به عند قراءة مجرد نص معروض على شاشة مضيئة. مع العلم إنه عند تصميم هذا المحتوى أخذ بعين الاعتبار السمات التقنية التي تمتاز بها تلك الشاشات. وأعتقد أننا سنجد في نهاية المطاف أن بعض أنواع الخطاب-العلمية وغيرها- ستكون أكثر فاعلية باستخدام الأعمال المطبوعة (ربما يتم تقديمها رقميا وكذلك على الورق). ويبدو أن الطباعة لا تزال هي الوسيلة المفضلة للنصوص الطويلة المعدة للقراءة الخطية.
والجدير بالذكر أن هناك "أسواقا" متطورة لمثل هذه الأعمال، وهي تتعهد بتعزيز المنح الدراسية والتدريس وتوفير محتوى أكثر احتواء لبعض احتياجات المستهلكين، لكن هذه الأعمال لا تزال تجريبية وغالبا ما تكون مكلفة في الإنتاج، وعادة ما تكون غير حيوية من الناحية الاقتصادية (حتى بالمقارنة مع الأعمال العلمية المطبوعة)، والكثير من المشاريع الرائدة في هذا المجال أكاديمية مدعمة، تسيرها في جهود عظيمة تتمثل في مساهمات المنح الدراسية والكفالات الاقتصادية طويلة الأجل، ويعد المحافظة على تلك الجهود واستمراريتها من القضايا الهامة. بالإضافة إلى أن العمل جار على تطوير هذا النوع الجديد (الأعمال الرقمية) وتوزيعه خارج نطاق الأسواق الاستهلاكية التقليدية وخارج إطار النشر التجاري (بما فيه المصنفات العلمية). ولا يتبقى إلا قدر قليل من القلق، وبالتأكيد هاجس ضئيل، حول أهمية السيطرة على حقوق الملكية الفكرية أثناء العمل على توزيعها. ولم يتبين بعد كيف يمكن تطوير الأعمال -الجماهيرية- أو الأعمال المطبوعة و المرجعية الموجهة لفئة معينة من المستهلكين - خاصة وبشكل حاسم، الأعمال الأدبية - والتي يمكن تحويلها بنجاح إلى أعمال رقمية. وإن تبين أي شيء، فإننا نشهد تطورات السوق الاستهلاكية القادمة من خارج نطاق سوق صناعة الكتب: على سبيل المثال، أقراص مشغلات الفيديو (DVDs) الشائعة ذات الإصدار الخاص التي تحتوي على مقاطع مميزة من أفلام هامة، أو تعليقات الممثلين والمخرجين المستفيضة، إلى غير ذلك -بصفتها صاحبة السبق في دخول السوق التجارية بأنواع جديدة من المنتجات.
أما إذا تكلمنا عن الأعمال الأدبية فهي تعد حالة هامة ومثيرة للاهتمام بشكل خاص. فأنا لم أشاهد حتى الآن عملَا مطبوعا من أعمال السرد القصصي صمم خصيصا للبيئة الرقمية وكان مقنعا لي، بالرغم من أنه -بالتأكيد- يوجد أعمالا أدبية تم إعادة نقلها رقميا من خلال نماذج نقدية (منح دراسية) بشكل يضيف لها قدرا من الأهمية. وربما ستظل أعمال السرد القصصي هي الأكثر نجاحا بوصفها نوع مستهدف للكتب المطبوعة (بما في ذلك الكتب المطبوعة عند الطلب)، وربما سيصبح مستقبل تلك الأعمال الأدبية في الوسائط الرقمية شيئا مختلفا يتعين علينا اختراعه -ليس فيلما، وليس مقطع فيديو، أو مثل الصفحات الرقمية المطبوعة التي يمكن تقديمها من خلال شبكة الإنترنت، والتي لا تستغل مميزات البيئة الرقمية بشكل واضح، لكن هناك شيء آخر. قد تشير أنواع معينة من ألعاب الحاسوب إلى مستقبل واحد هنا؛ يمكنك أن تشاهد أعمال مصمم الألعاب الشهير كريس كروفورد على موقع Erasmatron. وإذا أردت الحصول على تجربة أخرى مثيرة تمثل مستقبلا مشرقا لاستخدام السرد القصصي في الوسائط الرقمية، فيمكنك الاطلاع على كاريكاتيرات سكوت ماكولود الذي أعاد ابتكارها بشكل مدهش .
ويثير مايكل جينسون بعض التساؤلات حول شكل هذه الأنواع الجديدة إذا ما تدخلت المصالح التجارية في عملية النشر. ربما لا يدعم الناشر التجاري فكرة وضع روابط تشعبية إلى الأعمال التي لا يعدها جزءا من كتالوج النشر الخاص به، على سبيل الذكر. قال أحد الناشرين، إن كل كتاب يمثل جزيرة منعزلة عن الأخرى. وأنا آمل أن يصل هذا الناشر إلى طريقة تفكير ناضجة ووعي كافي لفهم الوسائط الرقمية، غير أن الناشرين سوف يتخطون هذا الأمر. وفي الواقع، هذا ما يحدث بالفعل في عملية نشر مجلة علمية، حيث ينشيء الناشرون إتحادات تعاونية مثل Crossref لتسهيل عملية بناء الروابط التشعبية بين المقالات في المجلات استجابة لطلب القراء.
واليوم، يتم استهداف الغالبية العظمى من "الكتب" الجديدة مثل الكتب الرقمية لأغراض عامة، بالإضافة إلى محطات عمل الحاسوب المتصلة بالإنترنت والتي تحتوي على المتصفحات وأحيانا مجموعة البرامج التي تعمل على زيادة إمكانيات المتصفح (مثل برامج تدعم خاصية مشاهدة الأفلام، أو تنسيقاتQuickTime VR التي من شأنها التعامل مع العديد من صيغ ملفات الفيديو الرقمية والصوتية والنصوص وعدة أنواع من الصور البانورامية التفاعلية). ويجب ألا نتجاهل الاعتماد الكلي لتلك الأنواع الجديدة على قدرات الحاسوب التفاعلية، والاتصال المستمر (غالبا ما يكون عالي السرعة) بالإنترنت، والقدرة على توفير الصور ومقاطع الفيديو والصوت بجودة عالية، بالإضافة إلى توافر دعم البرمجيات بصورة كبيرة من أجل العمل. وهي تعتمد على الربط بين المواد عبر شبكة الانترنت، وعلى الصفات المميزة لمصادر المعلومات التي تلبي بدورها التحديث التدريجي المستمر. وهنا يتعين علينا السؤال: هل ستعمل و ظائف هذه المواد الرقمية بفاعلية (أو حتى بصورة أكثر إفادة) داخل البيئة التي تستعمل فيها البرمجيات والاتصالات بشكل أكثر تقييدا، مثل أجهزة قراءة الكتب أو البرامج، أم هي صنعت في الأصل من أجل الأغراض العامة، للبيئة المعلوماتية؟ وهل ستتقارب مع تقنيات المشاهدة أم أنها ستتباعد، وخاصة مع التطور الهائل الذي تشهده بيئات المشاهدة المتخصصة التي تتطلب أقصى أنواع الحرفية والتطور الموجودة في بيئات الحوسبة للأغراض العامة؟ أعتقد أننا سنشهد على المدى القريب دعم قارئي الكتب الإلكترونية المؤكد للكتب الرقمية التي تشبه إلى حد كبير الكتب المطبوعة التقليدية (ربما مع بعض التحسينات الإضافية البسيطة للغاية، ومع استخدام أكثر سخاء للرسوم التوضيحية) وسيتم استهداف هذه الأنواع واستدراجها لبيئة الحوسبة للأغراض العامة.
وإن كان هذا صحيحيا، فإن الآثار المترتبة على ذلك في غاية الأهمية. مع العلم بأنه تم تطوير وتوسيع قدرات اللوح المتاحة لمؤلف العمل بشكل كبير؛ مما خلق طرقا جديدة للتواصل، لبناء أدواته ووسائطه، وتطوير مؤشراته، أثناء العمل. ولا شك أن قارئات الكتب الإلكترونية مقيدة بشكل كبير على هذا اللوح الجديد؛ الأولوية هنا ليست في مرونة التأليف والقراءة، لكن في القدرة على محاكاة العمل المطبوع ، مما يشعرنا بالراحة والألفة تجاه تلك الأعمال. واليوم، نحن مدينون بشدة للمؤلفين المبتكرين، ولمجتمعنا، لتوفير معظم إنجازات العلماء المتعلقة بتطوير تكنولوجيا المعلومات، وعدم تقييد هؤلاء المؤلفين بقدرات قارئات الكتب التي تهتم بحماية وإدارة الأعمال القديمة. يجب ألا نسمح لهذه البرامج بتحديد الذوق العام، ما هو الكتاب، وما هو الشيء الآخر، وهذا الأمر ربما يكون أقل شرعية بوصفه أداة ثقافية تعتمد فقط على قدرتنا على جمعها بشكل ملائم، وتسويقها، والتحكم في استخدامها. وإذا نظرنا للموضوع من الزاوية الاقتصادية، فيجب علينا معرفة أن هناك الكثير من الكتب المطبوعة، القديمة والجديدة، والكثير من المؤلفين الذين يعرفون جيدا كيف يأكلون كتف الشاة، وناشرين يقدرون تماما تكلفة تطوير الكتب وتزويدها بالوسائط الرقمية. أما بالنسبة للناشرين التجاريين المهتمين بتدفق إيرادات الكتب الرقمية لهذه التقنيات الجديدة فمن الأولى أن يكونوا أكثر ميولا على المدى القريب إلى المشروعات التأملية التي تتكفل بأصحاب الأفكار الثورية الجديدة والمجربون الذين يحاولون إعادة ابتكار وتطوير التواصل في الوسائط الرقمية. لا يوجد شيء خاطيء في أن المصالح التجارية تعمل على نهج محافظ في هذه النقطة، لكننا بحاجة إلى التأكيد على احترام المبدعين وتمكينهم، لا نهمشهم ولا نقيدهم على أساس هيمنة الاعتبارات التجارية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة "البرص"، من مجموعة "ست زوايا للصلاة"، الفائزة بمنحة آفاق للكتابة الإبداعية والنقدية، منشورة في مجلة الهلال.

البُرْص هناك، حيث يسكن سلطان، مفترق طرق. وساقية مهجورة يعيش في بطنها، مع الجرذان والأفاعي، وجنيّة تدلِّك ظَهرَه كل مساء. ...